برز الاهتمام بالتوجيه المهني المدرسي منذ أواخر القرن العشرين ،خصوصا في البلدان الصناعية ، وأصبحت الصناعة سمة هذه البلدان ، بحيث أصبحت هناك حاجة ضرورية للتوجيه المهني ، ولقد تأثر التوجيه المهني بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العالم ، خصوصا في مجال إدارة الموارد البشري ة ، وإعداد القوى العاملة ونتيجة لسرعة حركة التصنيع ونمو المهن وبروز التخصصات الدقيقة ، ومشكلة الاختيار المهني ، فقد ساهم ذلك في بلورة مفهوم التوجيه المهني في البلدان الصناعية ، وفي بلدان العالم الثالث ، وهو عملية مساعدة تتضمن مجموع الخدمات التي تقدم للفرد لمساعدته في اختيار المهنة التي تتناسب مع قدراته وميوله وفي إعداده لها ومواجهة المشكلات التي تعترضه في سبيل تحقيق ذلك .
يعد التوجيه التربوي أحد المجالات التطبيقية لعلم النفس و هو ميدان جديد نسبيا يدخل في نطاق التربية الواسع متضمنا عدة مجالات في عالم الاجتماع و الاقتصاد و الفلسفة ، مما أسهمت في نشأة التوجيه التربوي و لتلخيص وظيفة التوجيه بعبارات أبسط و أدق نقول أنها : العمل على زيادة نمو الفرد و تكامله و الهدف الأساسي منه هو مساعدة الأفراد الذين لديهم مشاكل سلوكية للنهوض بهم و استغلال إمكانياتهم و طاقتهم في شتى المجالات إضافة إلى ذلك الإشارة لمسؤولياتهم نحو المجتمع و من هذا المنطلق نتساءل حول ماهية التوجيه أهميته و ما حاجة الفرد إليه؟
إن التوجيه أعم وأشمل من الإرشاد وهو جزء من العملية التربوية، والتوجيه يسبق الإرشاد ويمهد له، وهو عملية عامة تهتم بالنواحي النظرية ووسيلة إعلامية في اغلب الأحيان تشترط توفر الخبرة في الموجه وتعنى بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
ويمكن القول أن اصطلاح التوجيه في الوقت الحالي يقتصر على إعطاء المعلومات كما أن المتخصصين قد اتفقوا على أن التوجيه التربوي يشتمل بين عناصره على عملية الإرشاد وان كل مدرس أو إداري في المدرسة يشترك بشكل أساسي في برنامج التوجيه، في حين تبقى عملية الإرشاد من اختصاص المرشد كما تبقى عملية التدريس من اختصاص المدرس.

 نشأة التوجيه المدرسي و المهني
بدأت حركة التوجيه المدرسي والمهني في الواقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد مر بعد ذلك بعدة إرهاصات حتى أصبح التوجيه مهنة نفسية وتربوية.
– يعتبر فرانك بارسونز Frank Parsons  أول مؤسس للتوجيه المدرسي و المهني، حيث بدأ هذه الحركة في إنشاء أول مكتب مهني تحت إدارته في مدينة بوسطن، يقوم بمساعدة الشبان على تخير المهن الملائمة لهم، كما ألف كتاباً أسماه “اختيار المهنة” ضمنه الركائز الأساسية في اختيار المهنة وهي :
 دراسة إمكانات الفرد وقدراته واستعداداته وميوله.
 دراسة المهن المختلفة وما تحتاج إليه من متطلبات واستعدادات.
 وضع الفرد المناسب في المهنة المناسبة (الموائمة).
وقد انتشرت بعد ذلك فكرة التوجيه المدرسي و المهني بسرعة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى إنشاء الجمعية القومية للتوجيه المدرسي و المهني في أمريكا، وإصدار مجلة خاصة عن التوجيه المدرسي و المهني، وكونت جمعية التوجيه والإرشاد الأمريكية، ثم بعد ذلك أصبحت للتوجيه المدرسي و المهني أقسام ومقررات في الجامعات.
 مراحل تطور علم النفس الإرشادي
– المرحلة الأولى: مرحلة التوجيه المهني:
ظهرت هذه المرحلة في بداية القرن العشرين على يد: فرانك بارسونز 1908م ، الذي ألف كتاباً أسماه “اختيار المهنة” والذي يتضمن ثلاث خطوات لاختيار المهنة (الركائز الأساسية في اختيار المهنة) وهي:
 دراسة إمكانات الفرد وقدراته واستعداداته وميوله.
 دراسة المهن المختلفة وما تحتاج إليه من متطلبات واستعدادات.
 وضع الفرد المناسب في المهنة المناسبة (الموائمة).
لقد ظهر التوجيه المهني نتيجة لعدد من العوامل من أبرزها التقدم التكنولوجي الذي أدى إلى ظهور مهن وتخصصات معقدة تقتضي تحليلا لهذه المهن والتخصصات مما أدى إلى ظهور حركتين:
 أولاً: حركة القياس النفسي: التي تهدف إلى تحليل قدرات الفرد واستعداداته.
 ثانيا: حركة التحليل الوظيفي للمهن: لمعرفة ما تحتاجه كل مهنة من إمكانات وقدرات.
– المرحلة الثانية: مرحلة التوجيه المدرسي:
ظهرت هذه المرحلة نتيجة لإدراك أن هناك فجوة بين ما يتلقاه الفرد من معارف في المدرسة وبين متطلبات النجاح في الحياة العلمية، ولذلك كان يتوجب معالجة هذه الفجوة من خلال ربط التربية والتعليم بالحياة مما أدى إلى إنشاء مدارس مهنية متخصصة وأقسام في الجامعات لمواجهة سوق العمل:
• السويد: إنشاء أقسام في الجامعات – تطبيق برامج تلبي احتياجات سوق العمل.
• أمريكا: دخل التوجيه المدرسي لمساعدة الفرد على اختيار البرامج والمقررات الدراسية تبعا لقدراته وميوله.
من أهم رواد هذه المرحلة العالم كيلي 1914م والذي يعتبر أول من وصف التوجيه بأنه نشاط تربوي يهدف إلى مساعدة التلاميذ على اختيار المقررات الدراسية وعلى التكيف مع المشكلات المدرسية.
– المرحلة الثالثة: مرحلة علم النفس الإرشادي:
– ظهرت المدارس العلاجية والصحة النفسية لعلاج الجنود والمرضى بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك من أجل تأهيلهم نفسيا، ثم بعد ذلك امتدت للناس العاديين.
– كانت البداية الفعلية للإرشاد النفسي في بداية الخمسينات من القرن المنصرم وذلك وفقا للخطوات التالية:
 تباشير وبوادر علم النفس حيث ظهرت في بداية الخمسينات من القرن المنصرم مصطلحات: (المرشد النفسي – الإرشاد النفسي – علم النفس الإرشادي).
 – عقد مؤتمر للإرشاد في مينوسوتا.
 إنشاء قسم الإرشاد النفسي في الجمعية النفسية الأمريكية ثم البريطانية.
 إصدار مجلة الإرشاد النفسي.
 أصبح الإرشاد النفسي مقرر يدرس في الجامعات.
– ظهر في هذه المرحلة إتجاهين رئيسيين لهما أثر في تحديد مسار وأهداف علم النفس الإرشادي وهما:
أ- التركيز على التوافق والصحة النفسية: حيث تأثر الإرشاد بدراسات علم نفس النمو والتي تشير إلى تحقيق مطالب النمو، ومطالب النمو هي: مهام أو مهارات أو أعمال أو واجبات ينبغي على الفرد اتقانها واكتسابها وتعلمها في المرحلة حتى يصل إلى تحقيق التوافق واشباع حاجاته وشعوره بالسعادة وانتقاله إلى مرحلة أخرى من مراحل النمو، والعكس في حالة عدم تعلمها.
ب- التركيز على النمو النفسي “المرحلة البنائية والتطويرية”: في هذه المرحلة فإن المرشد يتعامل مع أفراد وليس مشكلات وبالتالي كان يتطلب منه فهم دوافع الأفراد ومشاعرهم.
 من أهم رواد هذه المرحلة العالم سوبر 1955م.
نتائج مراحل علم النفس الإرشادي:
 الفرد بحاجة إلى إرشاد في جميع المجالات (مهني – دراسي – أسري).
 الحاجة إلى المراكز الإرشادية على مستوى مهني عالي.
 الحاجة إلى المشرف والمرشد والموجه التربوي المختص.

 تعريف التوجيه التربوي :
اختلف العلماء والباحثون في تعريف مصطلح التوجيه التربوي ، منهم من يطلق عليه اسم التوجيه العلمي ، والبعض الآخر يفضل تسميته التوجيه المدرسي ، ومنهم من يسميه التوجيه التربوي، وهذا الأخير هو التسمية التي اعتمدناها في دراستنا هذه ، وسنحاول عرض بعض التعاريف من أجل الوصول إلى تعريف شامل منها ما يلي :
كيلي ” kelly «يعرفه بأنه: ” وضع أساس علمي لتصنيف طلبة المدارس الثانوية، مع وضع الأساس الذي يمكن بمقتضاه تحديد احتمال نجاح الطالب في دراسة من الدراسات ، أو مقرر من المقررات التي تدرس له ” .
فالتوجيه التربوي كما يراه كيلي هو مساعدة التلميذ على اختيار نوع الدراسة التي تلائم ميوله واستعداداته لتحقيق نجاحه في دراسته .
بروور ” brewer ” يعرفه بأنه : ” جملة الجهود التي تبذل في سبيل تحقيق النمو للفرد من الناحية العقلية ، واختيار المواد الدراسية التي تلائم قدراته وإمكاناته “.
فـ بروور يرى في التوجيه التربوي أنه كل جهد مقصود يرمي إلى توجيه التلميذ لتحقيق النمو من الناحية العقلية وبالتالي النجاح في حياته الدراسية.
و يرى بريور أن التوجيه التربوي هو المجهود المقصود الذي يبذل في سبيل نمو الفرد من ناحية العقلية و أن كل ما يتعلق بالتدريس أو التعليم يمكن أن يوضع تحت التوجيه التربوي كما يوضح أن هناك فرقا بين “التربية كتوجيه” و “التوجيه التربوي ” فالأولى يقصد بها ضرورة توجيه طالب بالمدارس في جميع نشاطاتهم أما التوجيه التربوي فهو ناحية محدودة في التوجيه تهتم بنجاح الطالب في حياته الدراسية .
أما ميلر فيقول: ” إنه عملية تقديم المساعدة للأفراد لكي يصلوا إلى فهم أنفسهم و اختيار الطريق الصحيح و الضروري للحياة و تعديل السلوك لغرض الوصول إلى الأهداف الناضجة و الذكية و التي تصحح مجرى الحياة“
مصطفى زيدان يعرف التوجيه بأنه : ” العملية الفنية المنظمة التي تهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار الحل الملائم للمشكلة التي يعاني منها ووضع الخطط التي تؤدي إلى تحقيق الحل والتكيف وفقا للوضع الجديد ” . فالتوجيه من خلال هذا التعريف يهدف إلى مساعدة التلميذ في اختيار نوع الدراسة الملائمة , ومحاولة التوافق مع شخصيته وما تحمله من ميول وقدرات.
يعرف صبحي عبد الطيف : التوجيه التربوي بأنه “مساعدة التلميذ في اختيار والتحضير ليجد نفسه في الاختصاص المناسب مع شخصيته وقابليته ” .
يرى أحمد لطفي بركات أن التوجيه التربوي هو” مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه و يفهم مشاكله و أن يستغل إمكانياته الذاتية من القدرات و المهارات و ميول و استعدادات و أن يستغل إمكانيات بيئته فيحدد أهدافا تتفق مع إمكانياته من ناحية و إمكانيات هذه البيئة من ناحية أخرى نتيجة لفهم نفسه و بيئته و يختار الطرق المحققة لها بحكمة و تعقل فيتمكن بذلك من حل مشاكله حلولا عملية تؤدي به إلى التكيف مع نفسه و مجتمعه فيبلغ أقصى ما يمكن .
تعريف مايرز للتوجيه التربوي العملية التي تهتم بالتوفيق بين الفرد بما له من خصائص مميزة من ناحية والفرص الدراسية المختلفة والمطالب المتباينة من ناحية أخرى والتي تهتم أيضا بتوفير المجال الذي يؤدي إلى نمو الفرد وتربيته .
تعريف دونالدج مورتنس انه ذلك الجزء من البرنامج التربوي الكلي يساعد على تهيئة الفرص الشخصية وعلى توفير خدمات متخصصة بما يمكن كل فرد من تنمية قدرته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن.

 أهمية التوجيه :
إن الحاجة إلى التوجيه في المدارس الحالية قد نشأت من الإيمان بأن فرص التعليم حق للجميع و كتعبير علمي عن هذه العقيدة فإن التوجيه يتخذ وسيلة أولية لتوفير الإتصالات و المساعدات التي تدعو إليها الحاجة داخل المدرسة على مستوى شخصي فهو يساعد الفرد على النمو بطرق تجعله قادرا على :
 دعم استخدام قدراته الخاصة .
 الاختيار المتزن .
 مواجهة المشكلات التي تعترضه داخل المدرسة أو خارجها.
 أهم أهداف التوجيه
o تحقيق الذات :
إن الهدف الرئيسي للتوجيه هو العمل مع الفرد لتحقيق الذات والعمل مع الفرد يقصد به التعامل معه حسب حالته سواءً كان عادياً أو متفوقاً أو ضعيف العقل أو متأخراً دراسياً أو متفوقاً أوجانحاً .
o تحقيق التوافق :
أي تناول السلوك والبيئة والطبيعة الاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته .
وأهم مجالات تحقيق التوافق هي :
1- تحقيق التوافق الشخصي : أي تحقيق السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية والأولية والفطرية؛
2- تحقيق التوافق التربوي : وذلك عن طريق مساعدة الفرد في اختيار انسب المواد الدراسية التي تتناسب مع قدراته وميوله إلى أقصى حد ممكن مما يحقق له النجاح الدراسي ؛
3- تحقيق التوافق المهني : ويتضمن الاختيارالمناسب للمهنةلا،
4- تحقيق التوافق الاجتماعي : ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع . 3
o تحقيق الصحة النفسية: وهو من أهم أهداف التوجيه
o تحسين العملية التربوية :
وذلك يكون عن طريق :·إثارة الدافعية والحوافز و تشجيع الرغبة في التحصيل باستخدام الثواب والتعزيز· العمل وفق الفروق الفردية وأهمية التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم. إعطاء معلومات مهنية واجتماعية تفيد في معرفة التلميذ لذاته وتحقيق التوافق النفسي .·توجيه التلاميذ إلى طريق المذاكرة والتحصيل السليم.
 مناهج التوجيه
1- المنهج الإنمائي: الإجراءات التي تؤدي إلى النمو السوي لدىالأسوياء والعاديين خلال رحلة نموهم حتى يتحقق الوصول بهم إلى أعلى مستوى ممكن من النضج والصحة النفسية والتوافق النفسي
2- المنهج الوقائي: يهتم بالأسوياء والأصحاء قبل اهتمامه بالمرضى وللمنهج ثلاث مستويات هي :
 الوقاية الأولية : وهي محاولة منع حدوث المشكلات
 الوقاية الثانوية : محاولة الكشف المبكر وتشخيص الاضطرابات
 الوقاية من الدرجة الثالثة : محاولة تقليل اثر إعاقة الاضطراب .
3- المنهج العلاجي : وهو علاج المشكلات والاضطرابات النفسية .

 نظريات التوجيه والاختيار الدراسي و المهني
تهدف نظريات التوجيه المدرسي و المهني إلى تفسير العوامل النفسية والجسمية والبيئية والمعرفية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من العوامل . ومعرفة اثرها على الفرد عند اتخاذ قراراته المهنية .
وتسعى هذه النظريات إلى تقديم مفاهيم يستفيد منها المرشدون التربويون في فهم نفسيات الافراد والجماعات ومساعدتهم في اختيارالتكوينات و المهن التي تناسبهم ؛

1- نظرية سوبر :
ربما يكون سوبر هو الشخصية الرئيسية الذي تناول موضوع النضج الدراسي و المهني، وقد بنى نظريته على أساسين هما: سيكولوجية الفروق الفردية (والتي تشير إلى التمايز القائم بين الأفراد نتيجة النمو والتطور) ومفهوم الذات المهنية لدى الفرد (أي الصورة التي يكونها الفرد في ذاته على اعتبارات مفهوم الذات)؛
اعتمد سوبر في تطوير نظريته في النمو المهني على ثلاث أسس تشكل الإطار العام لنظريته وهي :
 مفهوم الذات المهنية: تتغير عند الفرد تبعا لتطوره العقلي والجسمي والنفسي من جهة وتفاعله مع الآخرين من جهة أخرى .
 علم النفس الفارقي : سيكولوجيه الفروق الفردية .
 علم نفس النمو: الفرد يمر بعده مراحل وطريقة تكيف الفرد تساعد في التنبؤ بالمراحل اللاحقة .
وقد قدم سوبـر عدة افتراضات تمثل حياة الفرد الدراسية و المهنية وهي:
o أن كل فرد يختلف من حيث قدرته واهتماماته.
o أن كل فرد مؤهل حسب صفاته وخواصه لعدد من المهن، وأنه يمتلك القدرة على النجاح ضمن عدد من المهن.
o لدى كل مهنة نموذجاً مميزاً من القدرات والاهتمامات والمميزات الذاتية.
o أن النمو والخبرة لهما دوراً أساسياً في تحديد مفهوم الذات وبالتالي تحديد المهنة ودرجة الكفاءة والنجاح فمفهوم الذات يتغير مع الوقت والخبرة ويبدأ اكتمال الذات بدرجة كبيرة بنهاية مرحلة المراهقة المتأخرة.
o إن المستوى والاستقرار المهني الذي يحققه الفرد، يتحدد من خلال المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، وقدرة الفرد العقلية وخصائصه الشخصية وبالخبرات أو الفرص التي يتعرض لها.
 الاختيار الدراسي والمهني وفقا لهذه النظرية: عملية الاختيار المهني عملية مستمرة طيلة حياة الإنسان، الفرد في حالة اختياره للمهنة فانه يختار المهنة التي تبدو أكثر ملائمة له فهو يكافح لتحقيق الذات من خلال المهنة.
ويرى سوبر أن الاختيار المهني يمر بمراحل حيث قسم مراحل النمو المهني إلى المراحل التالية:

• مرحلـة النمـو: وتبدأ من سن (الولادة – 14 سنة) وتتصف هذه المرحلة بأن مفهوم الذات ينمو من خلال التعرف على الأشخاص المهمين في الأسرة والمدرسة، وهنا تسيطر الحاجات والخيالات والميول، وتصبح القدرات ذات أهمية كبيرة مع زيادة المشاركة الاجتماعية واختبار الواقع.
• مرحلة الاكتشاف: وتبدأ من (15 – 24) سنة وهنا تصبح الاختيارات المهنية أكثر تحويلاً ولكنها لا تكون نهائية وتتميز هذه المرحلة باختبار الذات ومحاولة لعب دور الاكتشاف المهني في المدرسة.
• مرحلة التأسيس: وتبدأ من (25 – 44) سنة وتتصف بحصول الفرد على عمل مناسب ويبرز بهذا للحصول على مكان دائم فيه، ويتم خلال هذه المرحلة اكتساب الفرد خبرات ومهارات أساسية وتحسين الواقع المهني.
• مرحلة الاحتفاظ: وتبدأ من (45 – 64سنة)، وهنا يحاول الفرد المحافظة على ما حققه أو اكتسب من المهنة، ويميل نحو عدم تغير المهنة لأنه حقق مكانة في العمل.
• مرحلة الانحدار: وهي مرحلة ما بعد (65) سنة، وهنا تضعف القدرات العقلية والجسمية، وتتغير نشاطات العمل وبالنهاية يتوقف النشاط وتنتهي بالتقاعد
المتغيرات التي ترتبط بالنضج المهني:
 العوامل البيولوجية والاجتماعية:(الذكاء – العمر).
 العوامل البيئية: ( الأسرة – العوامل الثقافية – العوامل الاقتصادية)
 العوامل المهنية: ( الآمال المهنية – درجة الاتفاق بين الآمال والتوقعات).
 تحصيل المراهقين: كلما زاد النضج المهني زاد التحصيل.
 مفهوم الذات: عندما يتناسب مفهوم الذات مع مفهوم الذات المهنية يميل الناس لأن يكونوا أفضل بأعمالهم.
2- نظرية جينزبرغ :
يعد من أوائل من تحدث في النضج المهني من منطلق تطوري نهائي فقد وضع ثلاث مراحل يمر خلالها الفرد أثناء النمو وتطوره المهني وهي:
 الفترة الحالمة : وتشمل مرحلة الطفولة حتى (11سنة), وتتصف هذه المرحلة بنقص الواقعية في التفضيلات المهينة التي يظهرها الطفل, ويستخدم الأطفال اللعب ليصرحوا عن تفضيلاتهم المهنية؛ ومع قرب نهاية هذه المرحلة فإن اللعب يصبح ذو توجه.
 الفترة التجريبية : وتشمل مرحلة المراهقة المبكرة من (11 – 17 ) سنة, وهي عملية انتقالية تتميز بالإدراك التدريجي لمتطلبات العمل, إدراك الاهتمامات, القدرات, مكافأة العمل, والقيم.
 الفترة العقلانية : وتمتد من (17 – 23 ) سنة, وهنا يقيم الفرد سلوكياته المهنية بطريقة واقعية, حيث دمج القدرات والاهتمامات والتفضيلات حول الاختبارات المهنية للوصول إلى تشكيل الأنماط المهنية ؛
3- نظرية آن رو :
تؤكد نظرية آن رو أن هناك علاقة بين أساليب التنشئة الأسرية والخبرات المبكرة وإشباع حاجات الطفل من جهة ، وبين الاتجاهات والقدرات والاهتمامات وخصائص الشخصية من جهة أخرى ، وهذا يؤثر على اختيار الفرد لمهنة المستقبل وعلى رؤيته للمهنة التي تحقق له الرضي والإشباع ؛
قد انطلقت ان رو فى نظريتها من نقطتين بارزتين هما :
 الحاجات وتنظيمها الهرمي (هرم ماسلو للحاجات) ، آن رو ترى بان حاجات الفرد ودرجة إشباعها أو عدمه لها دور في عملية اتخاذ القرار المناسب
 نمط التنشئة الأسرية الذي يتعرض له الفرد في طفولته.
o تصنيفات آن رو ومستويات العاملين في المهن:
 المهني والإداري العالي: مثل العمل كباحث اجتماعي , مدير مبيعات ورئيس وزارة , ومخترع , ومهندس بحث , وطبيب أسنان ,دكتور , قاضي , بروفسور , مخرج تلفزيوني .
 المهني والإداري التنظيمي : ويعمل الأشخاص في مجالات مثل مدير مساعد , مدير موظفين , مدير فندق , طيار عسكري , مهندس بترول , صيدلاني , فيزيائي , كيميائي , كاهن , معلم , معماري .
 شبه المهني والإداري : ويعمل الأشخاص في هذا المجال في مهن مثل ممرض, رجل مبيعات , محاسب , طيار مدني, نحال , معالج طبيعي , كاتب قانوني , مصور
 مهن ذات مهارة عالية : يعمل أصحابها في مهن مثل سلك الشرطة , باعه في المزاد العلني , كتاب , إحصائيون ,نجارون ,تقنيون ,رجال زخارف.
 مهن ذات مهارة متوسطه : يعمل أصحابها في مهن مثل الطبخ ,باعة متجولين ,عمال مقسم ,سائقي شاحنات , صيادي أسماك ,أمناء مكتبات ,عارضي أزياء .
 مهن بدون مهارة : يعمل أصحابها في مجال التنظيفات ,باعة صحف , موزعي بريد ,مساعدي نجارة , عمال في مزرعة ,خدم
4- نظرية الأنماط المهنية لجون هولاند :
إن نظرية هولاند تفترض أن اختيار الإنسان لمهنة يكون نتاج الوراثة وعدد غير قليل من عوامل البيئة والثقافة والقوى الشخصية بما في ذلك الزملاء والوالدين و الطبقة الاجتماعية و الثقافية والبيئة الطبيعية.
يفترض هولاند إلى أنه يمكن تصنيف الأشخاص على أساس مقدار تشابه سماتهم الشخصية إلى عدة أنماط كما أنه يمكن تصنيف البيئات التي يعيشون فيها إلى عدة أصناف على أساس تشابه هذه البيئات بعضها مع بعض ،وأن المزاوجة بين أنماط الشخصية مع أنماط البيئة التي تشبهها يؤدي إلى الاستقرار المهني والنفسي والتحصيل والانجاز والإبداع . ومن هنا أقترح هولاند ستة سمات شخصية تقابلها ستة بيئات مهنية يتكيف فيها الفرد ويميل إليها.

5- نظرية هيرشسون وروث في الاختيار المهني :
يرى هيرشسون أن النمو المهني سلسلة من خمس مراحل متسلسلة ولا يهتم بالعمر الزمني للفرد، ويركز على المراحل العمرية التي يكون فيها الفرد أكثر فاعلية وأن التطور في كل مرحلة يصنع حدوداً للانجاز، وهذه المراحل كما يلي:
 تأثير العائلة والبيئة التي يتصل بها الفرد اتصالا مباشراً تؤثر على الفرد وعلى اتخاذه قراره المهني.
 تحديد شخصية الفرد والسيطرة عليها من خلال خبرته وأدواره في الحياة.
 يتعرف الفرد على ما يستطيع وما لا يستطيع عمله من خلال المدرسة.
 يقرر الفرد النشاط أو المهنة التي سيختارها بشكل واقعي وحقيقي.
 يلتزم الفرد بالمهنة.
ويرى هيرشسون بأن الفرد لا يستطيع أن يمر في مرحلة قبل أن يكون قد مر في سابقتها.

6- النموذج المعرفي النمائي في اتخاذ القرار المهني :
يتعامل هذا النموذج مع مراحل النمو المعرفي في الاختيار المهني ويأخذ هذا النموذج بعين الاعتبار الخصائص الشخصية والعوامل الاجتماعية التي تتداخل مع النمو المعرفي عند الفرد . ولقد صنف النموذج التغير النوعي في النمو المهني إلى أربعة تصنيفات وهي كما يلي:
 الثنائية : وتعني هذه الكلمة بأنه لا توجد مهنة واحدة فقط تناسب الفرد ؛
 التعددية : وتعني أن هناك أكثر من عامل يؤثر في عملية اتخاذ القرار المهني ؛
 النسبية : وتعني أن عمليات اتخاذ القرار قد نمت عند الفرد نسبياً ؛
 الالتزام وهنا تزداد مسؤولية الفرد تجاه اختياره المهني ؛
7- نموذج التربية المهنية في اتخاذ القرار :
يحدد هذا النموذج المراحل المهنية والمستوى العمري لدى الفرد والمهارات اللازمة لكل مرحلة وهي كما يلي:
 الوعي: يجب توعية الطلبة في مرحلة الروضة وحتى الصف السادس بإدراك ذواتهم ومساعدتهم على توسيع افاقهم المهنية وإدراك قيمة العمل والسلوك الاجتماعي؛
 الاكتشاف المهني: ويقدم للطلبة في الصف السادس وحتى السابع ويتدرب على تطوير مفاهيمهم عن ذواتهم وتقديم معلومات أوسع في مجال المهن وعالم العمل؛
 التوجيه المهني: وتقدم للطلبة في الصف التاسع والعاشر ويقدم لهم معارف عن الجوانب النفسية والاجتماعية المتعلقة بالعمل ؛
 الإعداد المهني: ويقدم لطلبة الصف العاشر و الثاني عشر وتقدم لهم معارف لازمة من أجل الدخول في المهنة ؛
 ما بعد المدرسة الثانوية : يتعرف الخريجون على الاختيار المهني وعلاقته بالميول والقدرات

8- النظرية الموقفية في الاختيار المهني :
ترى هذه النظرية بأن هناك عوامل خارج قدرة الفرد لا يستطيع التحكم بها تعلب دوراً هاماً في مجرى حياته كلها بما في ذلك قراراته واختياراته التربوية والمهنية ويعتقد اصحاب هذا الاتجاه بأن درجة حرية الفرد في عملية الاختيار المهني هي أقل بكثير مما يعتقده ويجد بأن توقعاته الذاتية ليست مستقلة عن توقعات المجتمع الذي يعيش فيه خاصة النساء ويعتقد هؤلاء أيضاً بأن البيئة الاجتماعية للفرد بما فيها معتقداته وأسلوب حياته لها الأثر الكبير في عملية اتخاذ القرار المهني وتطور الفرد الوظيفي
9- نظرية تولبرت :
يرى تولبرت بأن عملية اتخاذ القرار المهني تتأثر بما يلي :
 العوامل الثقافية والقيم الشخصية
 الأسرة و المدرسة
 وفرة المعلومات المختلفة عن الفرد وعن المهنة المراد الالتحاق بها
 المهارات الشخصية
 قدرات الفرد المختلفة
 مفهوم الذات
 عمر الفرد عند اتخاذ عملية القرار المهني

 مفهوم المدرسة الموجهة :
يصبح التوجيه وظيفة من وظائفها الأساسية، وذلك من خلال مساعدة التلاميذ على النماء الشخصي والاجتماعي والمهني في أفق تسهيل اندماجه في المجتمع ؛
تقوم بدور الإعداد والتأهيل والتحفيز لإيقاظ الإمكانات الذاتية والموضوعية المساعدة على توفير فرص النجاح المدرسي بكل أبعاده.
o أسس المدرسة الموجهة :
 خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه حق من الحقوق الأساسية للتلميذ
 خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه وسيلــــة وليســت غايـــــــة
 التلميــــذ ومحيطه في قلب التفكير والانشغال
o مبادئ المدرسة الموجهة :
 المبدأ الأول: يتعلق بإدماج قضايا وانشغالات خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه في المنهاج الدراسي بكل مستوياته ومكوناته؛
 المبدأ الثاني: يتعلق بالشراكة والتعاون عبر إرساء وضبط نسق تشاركي حقيقي سواء داخل الفضاء المدرسي أو خارجه؛
 المبدأ الثالث: يروم هذا المبدأ تحقيق تعبئة شاملة لإمكانات وقدرات التلميذ.
o مداخل المدرسة الموجهة:
 مدخل الصهر أو الإدماج : من خلال تصميم وهندسة المواد الدراسية في جوانبها النظرية والتطبيقية بشكل يخدم الحس التربوي التوجيهي؛ حيث يتم تنفيذ هذه المواد من خلال نشاطات مرتبطة بخدمات التوجيه وبقطاعات العمل والإنتاجات الصناعية والزراعية والخدماتية…،
 المدخل الموازي: تعتمد الأنشطة الموازية لترسيخ الحس التربوي الموجه، حيث يجب أن تتسم هذه الأنشطة بالمرونة والتنوع وتعتمد المبادرة والإبداع والتميز.
 المدخل التكاملي /المزدوج: يرتكز هذا المدخل على استثمار المدخلين السابقين بشكل تكاملي.

المراجع :

1- فرانك بارسونز Parsons من أشهر الرواد الأول في مجال الإرشاد المهني الذي أطلق عليه “أبو الإرشاد المهني” والذي كتب في سنة 1909 كتابه “اختيار مهنة” Choosing a Vocation الذي يعتبر من أمهات الكتب في الإرشاد المهني ومن أبرز من أسهموا في مجال الإرشاد المهني تطبيقا دونالد سوبر Super وهو معروف بدراساته الكثيرة في سيكولوجية المهن The Psychology of Careers.
2- نظرية سوبر Super Thoery صاحب هذه النظرية العالم النفساني دونالد سوبر Donald Super .
3- هادي مشعان ربيع- الإرشاد التربوي – دار الثقافة للنشر – ط1- 2003- ص 16
5- Truman Lee Kelley (1884–1961) عالم نفس امريكي
4- جون بريور Brewer؛ “1955” في كتابه “التربية كتوجيه” Education as Guidance يتكلم عن التوجيه والتربية كشيء يكاد يكون واحدا، كذلك كتب آخرون عن التوجيه كتربية Guidance as Education.
6- نيل إلجار ميلر (بالإنجليزية: Neal Elgar Miller) (في الفترة من 3 أغسطس 1909 حتى 23 مارس 2002) هو عالم نفساني أمريكي.
7- الكتاب: التوجيه والإرشاد النفسي المؤلف: الدكتور حامد عبد السلام زهران.
8- محمد مصطفى زيدان كاتب و باحث تربوي مصري له مؤلفات أهمها : كتاب ” سيكولوجية الإدارة المدرسية والإشراف الفني التربوي ” و كتاب ”معجم المصطلحات النفسية والتربوية”
9- كاتب و باحث تربوي مصري له مؤلفات أهمها : كتب ”نظريات الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي” وكتاب ” الأطفال والمراهقون : شرح مقالات العالم النفسي السويسري جين بياجيه”
10- كاتب و باحث تربوي سعودي له مؤلفات أهمها : كتاب
11- Theory and Orientation Mayers
12- التوجيه التربوي في المدارس الحديثة دونالدج مورتنس دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع, 2005.
13- دونالد مورتنس- ألن شمولر – التوجيه التربوي في المدارس الحديثة – (ترجمة و إعداد قسم التعريب و الترجمة – دار الكتاب الجامعي – فلسطين – 2005م – ص12).
14- صبحي عبد الطيف كتاب ”نظريات الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي”.
15- عبد العزيز سنهجي ، كتاب منظومة الاعلام و المساعدة على التوجيه