تجمهر مئات من طلبة شعبة الفيزياء وعلوم المهندس في المدارس التّحضيرية، الخميس، أمام مبنى البرلمان بالرباط، مطالبين بزيادة عدد المقاعد المخصّصة لهم في المدارس العليا الأولى على المستوى الوطني.

وعبّر هؤلاء الطلبة القادمون من مختلف المدارس التحضيرية بالمملكة عن رفضهم ما أسموه “التهميش الذي يَطَالهم مقارنة بشعب أخرى”، بشعارات من قبيل: “سوا اليوم سوا غدا المقاعد ولا بدَّ”، “يا وزير يا مسؤول..المقاعد وفَّر ليّ .. باش نجيب شي إيكول -مدرسة- .. ونفرَّح واليديّا”، مع اقتباس مُحيَّن لأغنية الآلتراس “في بلادي ظلموني”، يقولون فيه “في -شعبة- البسي -PSI- ظلموني”.

سناء بنزايد، طالبة بالأقسام التحضيرية للمهندسين في شعبة الفيزياء وعلوم المهندس، قالت إن الاحتجاج أمام البرلمان، الذي ينظّمه طلبة قدِموا من مختلف مدن المغرب من الداخلة إلى طنجة، مطلبه واحد هو “التّقسيم المتكافئ بين الشُّعَب العلمية في الأقسام التحضيرية”.

ووضّحت المتحدِّثة أن شعبة الفيزياء وعلوم المهندس تمثّل ثلث تلاميذ المدارس التّحضيرية، وهو ما يجب أن يخوِّل لطلبتها ولوج مدارس الهندسَة الكُبرى، وزادت: “نطالب بإعادة مباريات العديد من المدارس التي حُرِمنا منها، وعلى رأسها المدرسة الوطنية للزّراعة والبيطرة”، كما دعت “الأطر المسؤولة إلى توفير تكوين جيّد لطلبة المدارس التّحضيرية، الذين لا يتوفَّرون على دروس تطبيقية، إذ لا توجد أماكن مخصّصة لها في أغلبية الأقسام، حتى يتمكّنوا من النجاح في المباريات الفرنسية”.

هداية مشتاك، من ممثِّلَي تلاميذ الأقسام التّحضيرية المحتجّين، قالت إنّ أحد عشر قسما تحضيريا، يمثّلها 300 طالب، اجتمعوا اليوم أمام البرلمان من أجل الدِّفاعِ عن حقِّهِم، لأنهم “يعانون من التّهميش والاحتكار والاحتقار واللامبالاة”.

وقالت المتحدّثة إن المحتجّين اليوم “من خيرة الطلبة، الذين ولَجوا الأقسام التّحضيرية بمعدّلات ممتازة، ثمّ تعرَّضوا لتهميشٍ وتحقيرٍ لم يكونوا ينتظرونه”، مضيفة أنّ شعبة العلوم الفيزيائية وعلوم المهندس تجد بعد سنتين من التّحضير أنّه ليست لها أماكن في المدارس الكبرى، في حين تمكن من الولوج إلى مدارس مثل: “ENSA”، و”ENSAM”، و”FST” التي بالإمكان دخولها دون الدّراسة في المدارس التحضيرية.

وتوجّهت الطالبة إلى “أولياء الأمور والآباء والأمهات وكلّ من له غيرَة على أبناء المغرب”، قائلة: “هل من المعقول أن يعرّض تلميذ حصل على نقط 16 و17 و18 في الباكالوريا لهذا التّهميش؟”، وتمنّت أن يصل صوتها إلى “المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب (CNIPE)، وأن تتحقّق مطالبهم التي تمّ تجاهُلُها منذ 2016، بعذر عدم نجاحهم في المباريات الفرنسية”.

ووضّحت المصرّحة أن طلبة شعبة الفيزياء وعلوم المهندس ينجحون في الامتحان الكتابي للمباريات الفرنسية دائما، ولكنهم لا ينجحون في امتحانها الشّفويّ، بفعل “غياب الدروس التّطبيقية في علوم المهندس، والفيزياء”، ثم تضيف: “هذا يستلزم أدوات غير موجودة في مراكز تكوينِنا، وعندما نطالب المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب بمباراة وطنية موَّحَّدة، يقولون إنّ علينا النّجاح في مباراة فرنسية، ليرفعوا عدَدَ الأماكن المخصّصة لشعبتنا، في حين أنّنا لو أردنا الدّراسة في فرنسا لما توجَّهنا إليهم من البداية لزيادة عدد المقاعد للدّراسة في المدارس المغربية الكبرى”.

هسبريس