تعيش المدرسة العليا للأساتذة بالرباط على صفيح ساخن، بعد إعلان الطلبة عن مقاطعة الدراسة اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، وخوضهم وقفة احتجاجية صباح اليوم، تنديدا بما أسموه “التعسُّف الذي تنهجه وزارة التربية الوطنية ضدّ طلاب المدرسة العليا للأساتذة”.
مقاطعة طلبة المدرسة العليا للأساتذة للدراسة جاءت غداة إعفاء وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المترشحين من اجتياز الانتقاء الأوّلي في مباراة التعليم؛ وهو ما اعتبروه “حيْفا على طلبة المدارس العليا للأساتذة”.
واعتبر الطلبة المحتجون أنَّ إعفاء جميع المترشحين من الانتقاء الأولي في مباراة التعليم “أجهض الميزة الوحيدة التي كان يستفيد منها طلبة المدارس العليا للأساتذة؛ لكنّ هذا الإجراء ليس سوى “النقطة التي أفاضت الكأس”، إذ رفع طلبة المدرسة العليا للأساتذة بالرباط مطالبَ أخرى خلال احتجاجهم.
ومن أبرز المطالب التي رفعها الطلبة المحتجون توظيفهم بشكل مباشر بعد التخرّج، “فنحن بعد كل هذا العناء الذي نكابده نريد أن نخرج من باب المدرسة العليا للأساتذة بعد انتهاء سنوات الدراسة إلى سوق الشغل كأساتذة، وليس أن نخرج كطلبة ونذهب للبحث عن العمل”، يقول أحد الطلبة.
وأضاف طالب آخر من مؤطري الوقفة الاحتجاجية التي خاضها طلبة المدرسة العليا للأستاذة: “لقد ظلّت هذه المدرسة لسنوات طويلة تُخرّج أساتذة وليس طلبة. الطلبة يأتون للدراسة هنا على أساس أن يلتحقوا بسوق الشغل بعد التخرّج، وليس أن يكونوا طلبة عاطلين عن العمل”.
وقال الطلبة المحتجون إنَّ عدم تمكينهم من التوظيف المباشر من التخرج “يعرّضنا للضياع”، مضيفا “حتى إذا رغبَ الطلبة المتخرجون من المدرسة العليا للأساتذة، وخاصة طلبة العلوم، في أن يتابعوا دراستهم في الماستر في مختلف كلّيات العلوم لا يتمّ قبولهم، بداعي أنّ توجههم مهني وليس علمي”.

طلبة المدرسة العليا للأساتذة بالرباط طالبوا كذلك بتمكينهم من الحق في السكن، باعتبار أنَّ نسبة كبيرة منهم قادمون من مناطق بعيدة، وينتمون إلى أسَر فقيرة لا تسعفها ظروفها المادية على مساعدتهم من أجل مواجهة متطلبات العيش الصعبة في العاصمة.
وقال أحدُ الطلبة إنَّ توفير السكن لطلبة المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وخاصة الإناث منهم، أضحى مسألة مُلحة، على اعتبار أنّ المدرسة توجد في قلب حيّ شعبي؛ وهو ما يجعل الطالبات مُعرّضات لشتّى المخاطر خارجَ المؤسسة، مضيفا “أغلب الطالبات تعرّضن للسرقة هنا”. كما طالبوا بالاستفادة من المنحة على رأس كل شهر وصرْفها بشكل منتظم.
وعبّر طلبة المدرسة العليا للأساتذة، الواقعة في حي التقدم الشعبي بالرباط، عن سُخطهم من الوضعية التي آلت إليها المؤسسة، ترجمه أحد الطلبة بالقول ساخرا: “إذا لمْ تستجب الوزارة الوصية على قطاع التعليم العالي لمطالبنا، فعليها أنْ تغير اسم هذه المدرسة وتسمّيها ثانوية التقدم أو شيئا من هذا القبيل، ما دام أنّ دورها الأساسي والطبيعي، وهو التوظيف، لم يعد قائما”.

المصدر: هسبريس