أشارت دراسات إلى أن الجلوس الطويل أمام الشاشة لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي سيكون حتماً ضاراً بالصحة العقلية، وهذا بكل تأكيد يدعو إلى القلق، وخاصة الاستخدام الكبير لتلك المواقع من قبل طلاب الثانوية والجامعات.

وجدت دراسة بحثية في الولايات المتحدة لعام 2018، أن 88% من الذين يتراوح أعمارهم بين 18 لـ 29 سنة نشيطين بشكل مفرط على مواقع التواصل الاجتماعي، وبأن الذين يبلع أعمارهم بين 18 و 24 سنة من تلك النسبة يستخدمون Twitter و Snapchat و Instagram أكثر من أشخاص باقي النسبة.

أما في المملكة المتحدة، تم كتابة تقرير بأن نسبة الأطفال الذين يملكون حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بقيت ثابتة بدون أي انخفاض ودون أي مجهود مبذول من قبل الأهالي، إذ بلغت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 سنة 70%، و 20% من هؤلاء الأطفال يتراوح أعمارهم بين 8 و 11 سنة.

ويعد فيسبوك أكثر المواقع التواصل الاجتماعي استخداماً بالنسبة لهم، إذ يستخدمه 72% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 12 سنة، ويليه انستغرام بنسبة 65%، من ثم واتساب بنسبة 43%.

وقد أوضح التقرير بأن أطفال ذوي 12 إلى 15 عاماً يقرون بأنهم يتعرضون لضغوط نفسية وعلاقات اجتماعية متوترة بفضل هذه المواقع، وأن 78% من هذه المشكلات كانت من المشكلات الشائعة المتوقع حدوثها، وكتعرضهم للتنمر من بعض الشخصيات.

بعد أن تنمر أقران الطالب على رسمه، تحول شعاره البسيط المرسوم بيده إلى رمزٍ لإيقاف التنمر!

أكثر فئة تعرضت لهذه الضغط هم الفتيات، فهن يحاولن دوماً كتابة منشورات منضبطة للحد بشكل كبير من التعليقات المسيئة لهن من قبل بعض الأشخاص، وكل ذلك زاد من مخاوف الوالدين من أضرار الإنترنت على صحة أطفالهم النفسية.

لا عجب من ازدياد تلك المخاوف، إذ يتعرض الأطفال والمراهقون في وسائل التواصل الاجتماعي للكثير من الحوادث، والتي أدت معظمها إلى عدد كبير من الوفيات، وكانت الحادثة لأخيرة لطالبة ماليزية أقدمت على الانتحار جراء استطلاع رأي وضعته على انستغرام، تطلب فيه ما يلي “ما هو الأفضل برأيكن، الموت أو الحياة؟ ساعدوني على الاختيار” لتكون النتيجة 69% من الأشخاص اختاروا الموت، وعلى إثر ذلك قررت الفتاة الانتحار.

وفقاً لوكالة رويترز للأنباء، فإن رئيس الاتصالات بآسيا والمحيط الهادي Wong Ching قد راجع حساب الفتاة ووجد أن الاستطلاع انتهى بـ 88% للحياة، إلا أن شرطة المنطقة التي حققت في جثتها صرحت إن تلك النسبة تغيرت عقب وفاتها.

وبنفس الفترة الزمنية في المملكة المتحدة، أقدمت الطالبة Molly Russell على الانتحار بعد قضاء حياة مأساوية للغاية، حيث عثرت عائلتها على هاتفها وتجولت على حسابها على انستغرام، فوجدوا كم هائل من المنشورات التي تحض على الاكتئاب والانتحار، وبذلك قامو بلوم الموقع كمسؤول جزئياً لما حصل لابنتهم، وكان رد الموقع حينئذ بأنه لا يسمح بوجود أي محتوى يشجع أو يمجد ايذاء النفس وبأنه سيزيل أي محتوى من هذا النوع.

الثناء في التعلم: كيف تساعد شخصًا للخروج من حالة الإحباط واستعادة ثقته بنفسه؟

ما العمل لمد يد العون؟
على مواقع التواصل الاجتماعي وشركات التقنية أن تحمي المستخدمين من أي محتوى ضار، في حين يتعين على الحكومات ضمان أن المدارس تؤمن فئة كبيرة من المختصين النفسين الذين بامكانهم التواصل مع الأطفال و المراهقين ومساعدتهم.

ولكن ما هي معام الوالدين والمدرسين أيضاً؟؟؟

بالنسبة للوالدين:
راقب أطفالك على الانترنت، وليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن وجود جهاز حاسب مشترك للجميع أفضل ويسهل عليك المهمة، فقط حاول تقليل من الأجهزة الإلكترونية في المنزل حال وجود أطفال صغار لديك.
إنشاء قواعد حول استخدام الانترنت وفرضها على أطفالك.
قم بتعليم طفلك ما عليه فعله على مثل هذه المواقع، مثل تجنب مشاركة معلوماته الشخصية عبر الانترنت أو نشر أي شيء غير مهذب أو يسيء إلى الآخرين.
علمه أيضاً أن يبلغ عن المنشورات الغير لائقة التي يراها، على سبيل المثال، على منصة انستغرام يمكن للمستخدمين النقر على أيقونة ثلاثية النقط على يمين المنشور ثم تحديد “Report” متبوع “it’s inappropriate”، ومن ثم “self injury”.
شجع طفلك على الاتصال بخدمات الطوارئ إذا علم بأن هناك شخصاً ما سيقدم على ايذاء نفسه أو الانتحار، أو فقط ابلاغ شخص بالغ مسؤول.

أما على المعلمين:
تثقيف الآباء وتشجيعهم على التحدث مع أطفالهم حول الانترنت ومخاطره.
مراقبة الطلاب المعرضين لمثل هذه الحوادث، والتحدث مع عائلاتهم حول مراقبة أطفالهم على الانترنت.
توفير مصادر أو حصص مدرسية حول قواعد السلامة على الانترنت.
اطلب من الطلاب التوقيع على “تعهدات أمان الانترنت” ونشرها في الفصل الدراسي كتذكير لهم.
وضع سياسة مدرسية تطلب من الطلاب التوقيع الكترونياً عليه قبل شروعهم بالدخول على انترنت المدرسة أو حتى قبل شروعهم باستخدام الحواسيب المدرسية.

رؤى سلامه arageek