• ” لا تنمية بدون تعليم “(2003,PNUD).
  • “تحين ساعة الديمقراطية، عندما يصبح بإمكان الجميع الوصول إلى أنوار المعرفة ” (فيكتور هيكو).
  • ” جذور التربية مُرّة، و لكن ثمارها حلوة” (آرسطو).
  • ” من يحيا متوافقا مع نفسه، يحيا متوافقا مع الكون” (ماركوس أوريليوس).
  • “إن استعمال المرء عينيه لهداية خطواته و استمتاعه بجمال اللون و الضوء، أفضل بلا شك من أن يسير مغمض العينين، مسترشدا بشخص آخر” (ديكارت).

يكتسي نظام التوجيه التربوي/المدرسي و المهني أهمية كبيرة داخل بنية أية منظومة تعليمية طموحة، اعتبارا لأدواره المتعددة، خاصة في هذا العصر المُعولم ، الذي يتأسس على المعرفة و السبق فيها، و الذي يجعل من المدرسة المصدر الرئيس للإستثمار في الرأسمال البشري، باعتبار هذا الأخير يشكل الركيزة و القاعدة لكل نهضة اجتماعية.

  • فما المقصود بالتوجيه التربوي أو المدرسي؟
  • و ما هو واقع التوجيه التربوي ببلادنا؟
  • وما هي الآفاق المستقبلية له؟
  • و كيف يمكن إدماج ثقافة التوجيه التربوي ضمن آليات اشتغال المنظومة التربوية؟
  • و كيف يمكن توظيف مختلف المقاربات و الإستراتيجيات و المداخل المؤسسية و اللامؤسسية الممكنة، لترسيخ ثقافة التوجيه التربوي بالمدرسة المغربية؟

إن مدارسة هذه الأسئلة و الإجابة عنها، و استحضارها و التفكير الجدي في حيثياتها لمن شأنها أن تساهم في تعميق النقاش حول هذا الموضوع التربوي الهام، و التفكير و التأمل في إمكانية إنتاج مقاربات علمية و عملية بشأنه، خاصة من طرف المختصين و المهتمين بهذا الورش التربوي الحيوي، كما من شأنها طرح هذا الموضوع لاستيعاب أهميته القصوى ضمن أوراش الإصلاح و التحولات و التغيرات التي يعرفها المشهد التربوي المغربي حاليا.

I-المحددات المفاهيمية لكلمة “توجيه مدرسي”:

1-التوجيه لغة:
– وجه الشيء: أداره إلى جهة ما، و وجه القوم الطريق: سلكوه و صيروا أثره بينا.(1)
– يقال: وجِّه الحَجَر جهته، أي: ضع كل شيء موضعه. (2)

2-التوجيه اصطلاحا و تربويا:
توجيه مدرسي: “Orientation scolaire”
–  “عملية سيكولوجية و بيداغوجية، هدفها اقتراح اتجاه معين لدراسة أو أنشطة التلاميذ، حسب ما يستجيب لحوافزهم و حاجاتهم و اهتماماتهم، أو يتيح التعبير الفاعل عن إمكاناتهم و قدراتهم” (1974:Leif ,J)
–  اختيار شعبة من شعب التعليم و التكوين في الوسط المدرسي، أو برنامج من البرامج، و يتم هذا الاختيار حسب إجراءات متعددة، منها:

  • اختيار من طرف المعني بالأمر ذاته، و مجلس التوجيه.
  •  اختيار من طرف المربين و المؤسسة.
    – قرار التوجيه و التعيين.
  • الانتقاء (1999 Mialaret,G)

– عملية تهدف، بالدرجة الأولى إلى مساعدة المتعلم(ة) على اختيار مُلائم للشعبة أو للمهنة التي تتماشى مع مؤهلاته و إمكاناته الفكرية و الوجدانية، و من بين المؤشرات الأساسية التي ينبغي اعتمادها في مثل هذا التوجيه، ما يلي:

  • التعرف العميق على واقع الدراسات و المهن المختلفة.
  • جمع المعلومات السيكولوجية و التربوية المتعلقة بالمتعلم(ة)
  • التعرف على القدرات المعرفية و المواقفية المتعلقة بالمتعلم(ة) عن طريق القياس التوقعي.(3)

يقصد إذن، بالتوجيه المدرسي / التربوي، مختلف الأنشطة الرامية إلى مساعدة الأشخاص-في كل مرحلة من مراحل حياتهم- على بلورة اختيار تربوي أو تكويني ملائم، و الاهتداء إلى نهج عقلاني و راشد في تدبير مسارهم المهني.
“كما يروم مساعدة الأفراد لتعميق التفكير بشأن تطلعاتهم و طموحاتهم و اهتماماتهم و مؤهلاتهم و قدراتهم، و على فهم أنظمة التكوين و التشغيل مع ما يتطلبه ولوجها من شروط معرفية و مادية و مهارية..ويتيح التوجيه، تبعا لذلك، امتلاك معلومات حول فرص و إمكانيات التكوين و التشغيل من خلال تنظيم هذه المعلومات و جعلها متوفرة في اللحظة المناسبة.(4)
خلاصة القول: إن التوجيه التربوي أو التوجيه العملي كما يسميه البعض، أو التوجيه المدرسي حسب بعض الأدبيات التربوية، هو:

  • وضع أساس عملي لتصنيف طلبة المدارس الثانوية.
  • وضع الأساس الذي يمكن بمقتضاه تحديد احتمال نجاح الطالب في دراسة من الدراسات، أو مقرر من المقررات التي تدرس له.
  • مساعدة التلميذ على اختيار نوع الدراسة التي تلائم ميولا ته و استعداداته لتحقيق نجاحه في دراسة معينة.
  • جملة من الجهود التي تبذل في سبيل تحقيق نمو الفرد، من الناحية العقلية، و اختيار المواد الدراسية التي تلاءم قدراته و إمكانياته.
  • هو كل جهد مقصود يرمي إلى توجيه التلميذ، لتحقيق النمو من الناحية العقلية، و بالتالي النجاح في حياته الدراسية.
  • العملية الفنية المنظمة التي تهدف إلى مساعدة الفرد على اختيار الحل الملائم للمشكلة التي يعاني منها، ووضع الخطط التي تؤدي إلى تحقيق الحل و التكيف وفقا للوضع الجديد.
  • مساعدة التلميذ في اختيار نوع الدراسة الملائمة، و محاولة تحقيق التوافق مع شخصيته، و ما تحمله من ميول و قدرات.
  • مساعدة التلميذ في الاختيار و التحضير، ليجد نفسه في التخصص/ الاختصاص المناسب مع شخصيته وقابليته.
  • العملية التي يتم بواسطتها توجيه كل فرد من أفراد المجتمع و الأمة نحو فرع التعليم الذي يتفق و قدراته العامة، و استعداداته الخاصة و ميوله الرئيسية، التي تحقق له النجاح في حياته، و بالتالي خدمة مجتمعه.

II-إرغامات و إكراهات التوجيه المدرسي:
إن الوضع الذي توجد عليه المؤسسة المدرسية اليوم؛ وضع متجاوز و كئيب، لأنه لا يسمح بأن تكون المدرسة وسطا للحياة، و لأنه يحد من تدفق الحياة داخل فضاءاتها، و بالتالي فإن التوجيه لن يجد مكانته إلا بالاقتناع بأن المدرسة هي مدرسة للحياة، حيث يعي المتعلم(ة) الحياة في الدرس و النشاط و في الرحلة و الزيارة و اللعبة و غيرها من الأنشطة.(5)
كما أن ضعف حلقة الاستشارة و التوجيه في النظام التربوي المغربي، ليس مرده فقط إلى أزمة وسائل أو هياكل و بنيات، أو أزمة نصوص و تنظيمات و إجراءات، بل هي إلى جانب كل ذلك أزمة منظومة بكاملها تتغذى من الغموض و الضبابية التي تلف قطاع الاستشارة و التوجيه، و التي تتفاعل مع أزمة نظام التربية و التكوين و أزمة النظام السوسيومهني.
و تتفاعل هذه الأزمات في إطار حلقة دائرية، توفر مناخ إنتاج و إعادة إنتاج ظروف و سياق الوضع المتأزم.
فعلى مستوى التدخلات أبانت منظومة الاستشارة و التوجيه، عن الطابع الظرفي لخدماتها، و ذلك نتيجة ما يعتريها من ضعف في التنسيق و التشارك و التواصل.(6)
و يكفي النظر إلى حالة المدرسة المغربية اليوم، لكونها تعاني مما يسبغه عليها المتخيل الجماعي من معاني القطيعة و اللاتواصل مع العالم من حولها، و هذا ما يؤثر على الأوراش الإصلاحية التي تحتضنها، و التي ينبغي تبئير الاهتمام بها؛ خاصة ورش التوجيه التربوي الذي يعد منطلقا أساسيا للتغيير، و أفقا لكل إصلاح منشود لمدرستنا التي تعوزها الشروط اللازمة و الظروف الملائمة و الوسائل المناسبة لوضع التوجيه التربوي في سياقاته السوسيو تربوية و الاقتصادية والثقافية و السياسية، حتى لا يصبح بعض التلاميذ ضحايا حياة مدرسية مختصرة في عمليتي الدراسة، و الخروج منها إلى الشارع مباشرة، فهناك مجموعة من التلاميذ و الطلبة انتهت بهم اختيارتهم التكوينية إلى طرق مسدودة، منهم من عاود الكرة من جديد، إما عبر اجتياز امتحانات اشهادية مرة أخرى، أو تغيير الطريق و البدء من حيث”استقر الآخرون”.
هذا ويعتبر التدخل التعسفي لبعض أولياء و آباء التلاميذ في اختيارات أبنائهم، و خاصة في الشعب و المسالك العلمية، ضدا على قدرات واستعدادات هؤلاء الأبناء، من بين معيقات التوجيه المدرسي، لأن هذه الأساليب تتنافى مع مبادئ التربية على الاختيار.
و في ذات السياق، هناك نفور مسبق من الجامعة لدى بعض التلاميذ، نظرا لكونها لا توفر فرص شغل مضمونة حسب اعتقادهم، أو لأنها باتت ساحة للمعارك النقابية و السياسية، و لأنها تتطلب تضحيات عديدة، و يرتبط هذا النفور بالآراء المسبقة لأصدقائهم،و هذا خطأ كبير، لأن التلميذ يذهب ضحية للأفكار و التصورات الغامضة، و هناك تلاميذ ينساقون وراء أصدقائهم لاختيار كلية معينة، و هذا ما قد يؤثر سلبا على المستقبل التحصيلي و المهني للتلميذ.

III- بعض الحلول الكفيلة بتأهيل أدوار التوجيه المدرسي:
لم تعد غايات التربية الحديثة تنحصر في تحصيل المعارف الأساسية التي تجعل من الفرد إنسانا متعلما، بل اتسعت لتشمل جوانب أخرى تهم إكسابه مهارات و كفايات و سلوكات و مواقف، تجعل منه فردا متوازنا و مكتمل النمو و النضج، و قادرا على الاندماج بيسر في محيطه الأسري و الاجتماعي، و مؤهلا للتكيف مع المتغيرات و التحولات الطارئة فيهما، و مع مختلف الوضعيات التي تصادفه في حياته لتحقيق أقصى طموحاته و تطلعاته؛ كما جاء في دليل الحياة المدرسية؛ الذي أضاف أنه في إطار صلب هذه الغايات التربوية المنشودة، تتحدد غايات التوجيه التربوي، و تتعدد أهدافه التي ترمي أساسا إلى مواكبة المتعلم(ة) و مساعدته على بناء مشروعه الشخصي، و اتخاذ قرارات تتعلق باختياراته الدراسية و المهنية و الحياتية بوعي و مسؤولية، و هذا يبوئ مجال التوجيه التربوي مكانة هامة و دورا أساسيا في الحياة المدرسية للمؤسسات التعليمية، و في انفتاحها على محيطها.(7)
و يؤكد بعض المختصين التربويين على ضرورة اعتماد التوجيه المدرسي على مقاربة أساسية، قوامها وعي الفرد بخصائصه الشخصية و قدرته على تنمية هذه الأخيرة، في أفق الحسم في اختياراته الدراسية و المهنية، مع الحرص على المزاوجة بين الإسهام في تنمية المجتمع و بين تحقيق طموحاته الخاصة.
فالتوجيه المدروس سيرورة تربوية تهدف إلى إنضاج شخصية المتعلم(ة)، بتنمية جوانب من هذه الشخصية الذاتية في علاقتها بالمحيط من جهة، و إلى مساعدته على رسم معالم مستقبله الدراسي و المهني بشكل ينسجم مع حاجياته و ميولاته، و يتلاءم مع إمكانياته و قدراته و مؤهلاته من جهة أخرى ليصبح قادرا على التموقع و التكيف مع متغيرات الذات و المحيط، و متمكنا بوعي و إدراك من بلورة مشروعه الشخصي.
إن التوجيه المدروس و الاختيار السليم هو السر في نجاح المسيرة الدراسية للتلميذ، بل إن نجاح هذا الأخير أو فشله مرتبط ارتباطا وثيقا بهذا الجانب، الذي يرتكز على خطوات حاسمة، يتعين اعتمادها أثناء عملية الاختيار، و تنسحب هذه الخطوات على ضرورة استكشاف الذات و معرفة المحيط المهني قبل الحسم في اختيار الشعبة.(8)
و تلتقي هذه الخطوات عند بؤرة عامة هي: الملاءمة بين مؤهلات الفرد العلمية و أنماط الدراسة و المهنة المتبعة بهدف تطوير النضج في الاختيار الدراسي و المهني، و تحقيق أقصى درجات التكيف و النمو الدراسي أو المهني، مع احترام مؤهلات و ميولات المتعلمين.
كما أظهرت المصاحبة أن دفء العلاقة التربوية و البيداغوجية، ونهوضها على الوعي بحاجات المتعلمين، و احترام ميولاتهم و استعداداتهم قمينة بإعدادهم إعدادا جيدا لمجابهة مطالب الحياة في ظل العولمة الزاحفة.(9)
يبقى التوجيه التربوي بحكم طبيعته، عملا تشاركيا و دعامة أساسية من دعامات مدرسة المستقبل الضامنة لحقوق التلميذ المتجسدة أساسا في:

  • حق التلميذ في الإعلام و المساعدة.
  • حق التلميذ في التوجيه.
  • حق التلميذ في المساعدة و الإرشاد.
  • حق التلميذ في الانتماء للمؤسسة.
  • حق التلميذ في بناء مشروعه الشخصي
  • حق التلميذ في التربية على الاختيار.
  • حق التلميذ في المعرفة.

فالمدرسة الفعالة هي التي ترتكز على مبادئ الإدماج و التشارك و التعبئة، و ليست المدرسة التي تسعى إلى قتل”غريزة المعرفة” في المتعلم(ة)، و القضاء على رغبة الفضول المعرفي لديه، فتنتهي إلى تحويله إلى “عجوز” قبل الأوان، وتجعله أسيرا إلى الأبد في الماضي، على حد تعبير الفيلسوف “نيتشه”، الذي أسهب في انتقاده للمؤسسات التعليمية، التي يرفض من خلالها بعض أدوارها السلبية التي تحول أحيانا بعض المدرسين إلى”مرضعات راقيات”.(10)
إن الفلسفة التربوية التوجيهية، هي بالضبط ما تصبو إليه المدرسة المنخرطة في المستقبل، لذا، فإن الرهان على الحس التربوي الموجه في مدرسة المستقبل، هو رهان على مدرسة مستوعبة لتحولات المستقبل،منتجة للمعنى و لقيم المواطنة و للتوزيع العادل للمعرفة؛ وهو رهان يرتكز في العمق على الاتصال بالحراك الاجتماعي، و بنبض الرأي العام، و على تجسيد التصالح بين المكونات الداخلية للمدرسة، و بين هذه الأخيرة و محيطها الاجتماعي العام.
إن تجسيد النفس التربوي التوجيهي داخل المدرسة، لن يكتمل إلا بدفع كل من المدرس و المتعلم لإبداع تجربة فريدة و محفزة، من أجل التعلم الجماعي و التعاوني و التضامني، تخرج المدرس من موقعه التقليدي، لتجعل منه مستشارا و مصاحبا لسيرورة التعلم، و تدفع في اتجاه تحويل لموقع المتعلم من المتلقي السلبي إلى موقع الشريك الاستراتيجي و الفاعل الأساسي في بناء معارفه و هويته عبر سيرورة تطورية و نمائية .(11)

ومن بين المقترحات القمينة بالنهوض بالتوجيه المدرسي/التربوي، نقترح ما يلي:
– ضرورة وجود مستشار في التوجيه و التخطيط بالمؤسسة التعليمية، من أجل جعلها فضاء للتوجيه النفسي و التربوي و الاجتماعي و المهني…
– إيلاء أهمية كبيرة لأنشطة التوجيه المدرسي، لأن الحاجة أصبحت ملحة إلى رضى التلميذ عن ذاته، و تأكيدها، من أجل الاستمتاع بالسعادة الشخصية، و تكوين نظرة إيجابية عن نفسه، و عن المحيطين به، حيث يعامل التلاميذ كأرقام لا كأشخاص لهم ذات و كيان متميز يجب احترامه.
– تأمين مستقبل المتعلم(ة) بتوفير فرص الدراسة المناسبة، من خلال ضمان التوعية و التحسيس بمتطلبات الحياة الدراسية.
– الحاجة إلى فهم الاتجاهات و القيم الاجتماعية و الأخلاقية و الروحية للمتعلمين.
– تحصين المتعلمين ثقافيا و عقائديا و أخلاقيا بمختلف الأنشطة التي تعيد إليهم الثقة بالنفس و الاعتزاز بالذات و روح الانتماء للوطن(الاندماج الاجتماعي).
– التكفل الأحسن بالتلاميذ(الأطفال و المراهقين العاديين و ذوي الحاجات الخاصة و الموهوبين…).
– وضع منهاج خاص بالتوجيه المدرسي و المهني (يشمل كل محاور الأنشطة النفسية و التربوية و يراعي مبدأ التدرج في التعلم…)
– تخصيص توقيت رسمي للتوجيه و الإعلام ضمن البرنامج الأسبوعي للتلاميذ.
– ضرورة إدخال تكنولوجيا الاتصال و الإعلام المتنوعة، في أنشطة أطر التوجيه، مع ضرورة التفكير في إعداد أشرطة علمية حول المهن.
– معالجة المشكلات التربوية و النفسية الشائعة لدى المتعلمين .
– إعطاء صلاحيات التدخل و اتخاذ قرارات تخدم تكيف التلميذ مع مشروعه الشخصي المستقبلي.(12)
– بناء المشروع الشخصي للتلميذ، لأن هذا المشروع يشكل خطة عمل لاختيار مسار دراسي و تكويني من أجل بلوغ الآفاق المهنية المرغوب فيها.
– تحرير التلاميذ من الاختيارات النمطية، و عن احتمالات و تنبؤات عن المستقبل و المآل.
– التطلع إلى مدرسة موجهة تقوم بوظيفتين: وظيفة التربية و التكوين، و وظيفة التوجيه.
هذا، و ينبغي التأكيد على أن تحقيق الأهداف النوعية، ذات الأبعاد التربوية و السيكولوجية للتوجيه التربوي، لا يمكن أن يتم عبر إسناده لشخص واحد، سواء كان مستشارا في التوجيه، أو أستاذا رئيسيا أو غيره، حيث سبق أن جربتها بعض الدول المتقدمة(كندا مثلا) و لم تتوصل إلى نتائج مرضية، و قد اهتدت في النهاية إلى الاختيار السليم الذي يتمثل في تبني المقاربة الموجهة، التي تدمج في برامج المدرسة و مناهجها و وظيفتها، أهداف التوجيه و الكفايات الأفقية القابلة للاستعمال و التوظيف في وضعيات متعددة، منها وضعية الاختيار و اتخاذ القرار في التوجيه.(13)

قال جوته: (كن رجلا و لا تتبع خطواتي)،
و قال مونتانيه: ( من يتبع غيره لا يقوم بأي بحث)،
أما الفيلسوف”البراكماتي/النفعي” “”جيمس ميل James Mill”” فيقول :”التربية هي أن نجعل من الفرد أداة سعادة لنفسه و لغيره”
من خلال هذه المقولات، يتضح أن توجيه المتعلم توجيها صائبا يفيده في المستقبل، و يساهم في فتح الآفاق الُقافية و المهنية و الإنسانية أمامه، و بالتالي تيسير سبل نجاحه في حياته، مع تمكينه من المساهمة في تنمية مجتمعه بشكل مسؤول و معقول.

هوامش:
1. المنجد في اللغة و الأعلام(2008م)- طبعة المئوية الأولى- الطبعة الثالثة و الأربعون(10 شتنبر 2008م)- دار المشرق- الأشرفية- بيروت(لبنان)، ص: 889.
2. الإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم:”ابن منظور الأفريقي المصري”(2005م)-(لسان العرب)- المجلد الثاني [ض-ي] منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت(لبنان) الطبعة الأولى(1426ه-2005م)، ص: 4230
3. أ-د. عبد الكريم غريب (2006م): (المنهل التربوي: معجم موسوعي في المصطلحات و المفاهيم البيداغوجية و الديداكتيكية و السيكولوجية)- الجزء الثاني(I-Z)،”منشورات عالم التربية”، مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء، الطبعة الأولى(2006م) ص: 700-701.
4. د. خالد امجيدي(2013م)،”تدبير الجودة في أنظمة التوجيه المدرسي و المهني- دراسة مقارنة” مجلة عالم التربية(العددان 22-23)، الجزء 1 (ملف العددين: الجودة في التربية و التكوين)- منشورات عالم التربية- مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء، ص: 117.
5. ذ.الحسن اللحية(2013م):”إغلاق مراكز التوجيه يتناقض مع مشروع المجلس الأعلى للتعليم في الاستماع إلى الموجهين”، جريدة:الأخبار(صفحة تربية وتعليم)،العدد:311 (الثلاثاء 19 نونبر 2013م) ص:18
6. ذ.عبد العزيز سنهجي(2009م)،”واقع الاستشارة و التوجيه في النظام التربوي المغربي”، سلسلة تربويات: (مجلة تهتم بالتربية و التعليم و التكوين)، العدد:2، مطبعة التنوخي للطباعة و النشر،(مشرع بلقصيري-المغرب) (2009م) ص: 139-142-143.
7. ذ.محمد تامر (2014م)، “التوجيه التربوي: بين المسار الدراسي و متطلبات الاختيار الأمثل للمسالك و الشعب العلمية” ، جريدة”الاتحاد الاشتراكي” (ملف شؤون تعليمية)، العدد:10673 (الأربعاء 9 أبريل 2014م) ص: 7 (الصفحة الأولى من ملف شؤون تعليمية)
8. ذ.مصطفى فائق (2014م)، “مسالك التوجيه” جريدة : “الاتحاد الاشتراكي” (ملف شؤون تعليمية)، العدد:10673(الأربعاء 9 أبريل 2014م) ص: 9(الصفحة الثالثة من ملف شؤون تعليمية)
9. ذ. إدريس الخضراوي (2014م)، “مفهوم العلاقة البيداغوجية : الأبعاد النظرية و التطبيق”، مجلة “الإدارة التربوية” العدد: 3(يوليوز 2014م) ص: 39
10.د. محمد أندلسي (2014م)، (كتيب:”نيتشه” و معضلة التربية) سلسلة شرفات، العدد: 38 (فبراير 2014م) منشورات الزمن، ص: 82
11.ذ.عبد العزيز سنهجي(2013م)”أية مدرسة لمغرب المستقبل؟”،” مقاربة عبر مدخل التوجيه التربوي”، مجلة عالم التربية، مجلة عالم التربية، منشورات عالم التربية(العددان:22-23:الجودة في التربية و التكوين)-الجزء الثاني:2013م)مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء،ص: 497-498
12.ذ.مصطفى حمدي(2013م)، “أهمية التوجيه المدرسي في العملية التربوية” جريدة الأخبار، العدد: 62(الثلاثاء 29 يناير 2013م)ص: 6( صفحة تربية و تعليم)
13.ذ.المختار شعالي(2010م)،” من أجل إرساء مقاربة تربوية في التوجيه التربوي”، الجريدة التربوية، العدد:33(12 أبريل 2010م)ص:9

بقلم : المصطفى الحسناوي
باحث تربوي و ممارس بيداغوجي