يتميز المسار الدراسي للطلاب بالامتحانات التي تختبر مدى تمكنهم من الدروس وإلمامهم بالمواد. وإن الجانب الأساسي التي يحدد علاماتهم ليس فقط حصيلتهم المعرفية، بل كذلك تمكنهم من ترجمتها على ورقة الإجابة على شكلِ إجابات شافية وكاملة للأسئلة المطروحة بطريقة تقنع المصحح أو الأستاذ بصحتها ومدى استحقاق الطالب للعلامات الكاملة أو العالية.

من خلال هذا الموضوع سنحاول أن نحدد 5 مميزات تتمتع بها إجابات الامتحان، والتي يبحث عنها كل أستاذ ويعتبرها مثالية في ورقات إجابات طلابه، والتي يمكن أن تصنع فارقًا في علاماتهم.

1- الإجابات المباشرة
إن أهم عنصر يبحث عنه الأساتذة في إجابات طلابهم هي كونها تجيب بدقة على السؤال المطروح، دون لفّ أو دوران، حيث أن تقديم إجابات لا تجيب بصورة مباشرة على الإشكالية يثبت أن الطالب إما لم يفهم السؤال جيدًا أو أنه لا يدري الإجابة الصحيحة فيحاول بكل الوسائل أن “يملأ الفراغ” بما يعرفه.

في الواقع، لن تشكل هذه النقطة ميزة فارقة بالنسبة للأستاذ إلا في حال كان مُلِمًّا بالمادة بصورة دقيقة. بحيث يدري جيدًّا الصحيح من الخطأ، ويعلم نوع الإجابات المباشرة الدقيقة على الأسئلة المطروحة.

يمكن أن تعلم رغبة الأستاذ في هذا النوع من إجابات الامتحان عن طريق طريقة طرحه للأسئلة وكيفية شرحه للمادة.

2- الإجابات الموسعة
إن الإجابات المقتضبة يمكن أن تفهم أحيانًا أنها عدم قدرة الطالب على تقديم عناصر الإجابة بكاملها، وبالتالي، فيفضل في الغالب أن يتوسع في إجاباته دون أن يفقد ميزة “المباشرَة” التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة. أي لا يجعل إجابته من كلمتين أو انثنتين، بل يكتب جمل مفيدة كاملة تلم بالسؤال من مختلف جوانبه لكن دون أن تنزاح أو تخرج على الموضوع.

يمكن الاقتضاب فقط في حال طلب منك الأستاذ ذلك، أو أشار إليه بطريقة غير مباشرة. مثلًا، إن حدد عدد أسطر الإجابة أو طرح السؤال بصيغ تلزمك ذلك (استخدام أفعال مثل: اذكر، أو اعط…)

3- الإجابات الغنية
الأستاذ لا يبحث عما قدمه لك فقط! هي قاعدة أساسية لا بد على الطالب معرفتها، فالمعرفة ليس بضاعة يتم تلقينها فقط، والعلوم بمختلف أنواعها بحر لا يقدم الأستاذ منه –مهما كان متمكنًّا ومتمرسًّا– سوى بضع قطرات. لهذا، وخاصة في المستوى الجامعي، فالطالب مُطالَب بالغوص أكثر وتوسيع حصيلته المعرفية بالتعلم الذاتي خارج أسوار المؤسسة التعليمية.

في هذا الصدد، يجب الإشارة إلى أن إجابات الامتحان التي يبحث عنها الأستاذ، ليست فقط تلك التي تقتصر على ما قدمه خلال الدرس –مهما كانت صحيحة– بل تلك التي تقدم معلومات إضافية، تثبت أن الطالب مُجِدٌّ وملم بالمادة ككل. لهذا، احرص على أن تثري المواد الدراسية بمعلومات إضافية خلال المذاكرة، وأضفها –كأنها توابل– في ورقة إجابتك، فلا بد أن يترك ذلك انطباعًا جيدًّا عنك لدى أستاذك.

4- الإجابات الكاملة
بالتوازي مع الإجابات المتوسعة التي ذكرناها في النقطة السابقة، فالميزة الأخرى للإجابات المثالية هي أن تكون كاملة. بمعنى أن هذه الأخيرة بالإضافة لكونها غير مقتضبة ومباشرة، يمكن أن تقدم إجابات شافية تنصب في الموضوع.

هنا، إن كنت تملك من المعلومات الكثير، وكانت معرفتك واسعة في المادة أو المجال الذي تدرسه، فيمكنك أن تضيف عناصر أخرى للإجابة وإن لم تكن مطلوبة. فمثلًا، حتى وإن طلب منك ذكر اسم أو معلومة بسيطة، أضف أنت عنصر إجابة آخر يمكن أن يخدم ورقتك لكن شريطة أن تكون متأكدًا من علاقته المباشرة بالموضوع. إن لم تكن كذلك، فاكتفِ بما طُلب منك فقط.

5- الإجابات المختلفة
إن آخر عنصر يمكن إضافته هنا هو نوع من الإجابات غير المتوقعة أو المختلفة. هذه الميزة في الغالب هي ما تميز ورقات الإجابة عن غيرها وتجعل صاحبها ذا بصمة مميزة عند الأستاذ.

الاختلاف هنا لا يعني المحتوى بل يمكن أن يكون في طريقة تقديم الإجابة، كاستخدام الجداول بدل العبارات الطويلة من أجل الإجابة، أو تعويض النصوص بعوارض تتناول الأفكار الأساسية، أو عنونة الفقرات لجعلها أكثر وضوحًا…

في الختام، يجب الإشارة إلى أن هذه العناصر ليست تعجيزية وأن الالتزام بها لا يتطلب جهدًا أو مهارة معينة، بل يكفي تنظيم إجاباتك على النحو الصحيح، وبما يتناسب مع ما تعرفه، ما يجب تقديمه وما ينتظره أستاذك.

المصدر: أراجييك