انعقد اليوم، الأربعاء 10 أبريل 2019، بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة لقاء تنسيقي حول مشروع “إقرار نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني”، بحضور السيد محمد ساسي مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والسيد محمد جاي منصوري مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، وأعضاء من الفريق المركزي والفرق الجهوية وثلة من رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية.

وبعد أن رحب السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بالحاضرات والحاضرين في أشغال اللقاء التنسيقي، أكد أن محطة اليوم مناسبة لتقاسم الرؤى وتوحيد التصورات حول موضوع يشغل بال منظومة التربية والتكوين، في سياق ربط التكوين بالتشغيل والاهتمام بالتوجيه المبكر للتلميذات والتلاميذ.

ولفت السيد المدير ن الأكاديمية عهد إليها بلورة تصور استشرافي وطني بتنسيق مع الفريق المركزي للمركز الوطني للتقويم والامتحانات، بعدما تم الاشتغال داخل هاته الأكاديمية منذ مدة لانضاج تصور وأرضية سيتم تقاسمها في محطة اليوم الوطنية من قبل فرق العمل الموضوعاتية الخمس، في الوقت الذي يجري فيه التحضير لتنظيم يوم دراسي وطني حول الموضوع.

من جهته، أكد السيد محمد ساسي مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات أن الهدف من محطة اليوم تجميع الجهود وتنسيقها بين المركز والجهة، بهدف خلق الشروط الضامنة لأن نتمكن من بلورة نظام جديد للتوجيه بدل نظام التوجيه المعمول به حاليا.

وأوضح السيد ساسي أن تطوير نظام التوجيه إحدى أولويات الإصلاح، كما حددها جلالة الملك في خطاب 30 غشت 2018، حيث جعل مسألة المواءمة بين العرض التربوي وسق الشغل وحاجات سوق الشغل محل اهتمام.

واعتبر السيد مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات أن المشروع الشخصي للتلميذ يعد الخيط الناظم لاستراتيجية التوجيه، لدا يتعين علينا إعادة النظر في الآليات المعتمدة في ذلك، مع التأكيد على ضرورة وضع مؤشرات قابلة للملاحظة، يجب رصدها فرديا لدى المتعلمين لأجل رفع القوة التنبئية، فضلا عن اعتماد مقاربة أداتية في أنشطة التوجيه، بدل التقدير لأنها قرارات حاسمة في توجيه المتعلمين حتى تتلاءم وقدراتهم واختياراتهم.

وشدد السيد ساسي على أن نظام التوجيه ينبغي أن يستند على مرجعيات وطنية، والمعايير التي ينبغي اعتمادها في التوجيه. هاته المرجعيات ينبغي أن تكون حاسمة وملزمة ومعتمدة في أنشطة التوجيه.

ودعا السيد مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات للتنسيق بين القطاعات المعنية بالتوجيه وإعادة النظر في البنيات المكلفة به، وهو ما سيجعل محطات في مسار التوجيه والتكوين للتلميذ مؤسسية قارة تعمل على ضمان هذا السير لكل القطاعات في مسار تعليمي واحد.

ولفت السيد ساسي إلى أنه يتعين علينا استحضار التجارب والممارسات الدولية واختزال الزمن لاختيار الصيغ الملائمة والناجعة، حتى نوجه تفكيرنا ونحقق النجاعة في نظام التوجيه الذي نروم تحقيقه، والذي لا ينفصل عن التوجهات الكبرى للإصلاح، ومستجدات منظومة التربية والتكوين.

وأضاف السيد مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات أن مهاما جديدة مطروحة علينا تتمثل في تكييف نظام التوجيه الجديد مع ذوي الاحتياجات الخاصة واستحضار التحول الكبير في استراتيجية التكوين المهني، وكذا المشاريع الكبرى الذي يشهده التعليم الجامعي، خاصة إصلاح نظام الإجازة الجامعية، حتى نؤمن النجاعة الضرورية لنظام التوجيه من أجل إرساء نموذج جديد بأدوات جديدة ورهان كبير يستحضر ما روكم من تجارب وممارسات وأدوات تم إنتاجها بجهة سوس ماسة، حتى يتم توطينه في فضاء جغرافي محدود، ويتم التحكم في متغيراته وتجريبه، لكي يعمم على الصعيد الوطني.

وتواصلت أشغال اللقاء التنسيقي، طيلة اليوم الأربعاء، بتقاسم التصورين المركزي والجهوي من خلال مجموعة من العروض يلقيها كل من السيد منسق الوحدة المركزية للتوجيه المدرسي والمهني، والسيدة رئيسة المركز الجهوي للتوجيه المدرسي والمهني، إضافة إلى عروض مماثلة من قبل السادة منسقي اللجن الموضوعاتية المنبثقة عن اللجنة الجهوية الدائمة للارتقاء بالتوجيه المدرسي والمهني والجامعي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة.

ويتعلق الأمر بكل من لجنة إنتاج وتدقيق أدوات المواكبة ولجنة دمج التوجيه في المنهاج الدراسي، ولجنة إرساء الفعل الجماعي للتوجيه، إضافة إلى لجنة الإعلام والتعليم العالي والاندماج المهني، ولجنة التدبير المشترك للمسارات المهنية.

واختتمت أشغال اللقاء التنسيقي بإغناء برامج العمل على ضوء العروض، مع تقاسم نتائجها واستصدار توصيات.

المصدر : بلاغ الاكاديمية الجهوية للتربية و التكوين سوس ماسة