أصبحت المقابلة الشفوية محطة أساسية يمر منها المرشحون سواء منهم الراغبون ولوج تكوين وظيفي أو منهم المقبلون على مزاولة مهنة أو وظيفة معينة أو من يريدون و لوج إحدى التكوينات الجامعية أو المهنية ذات الاستقطاب المحدود.

فما هي الأمور التي ينبغي على المرشح استيعابها حول المقابلة الشفوية حتى يتمكن من اجتياز هذه المحطة بتفوق؟

اولا: على المرشح أن يعرف بأن الخلفية التي ينبني عليها تهيئ المقابلة عموما هي معرفة مدى انسجام متطلبات و شروط المهنة أو التكوين المراد ولوجه مع المهارات والأوصاف التي يتميز بها، و كذلك قياس مدى حافزتيه واستعداده للتفوق فيها. و من أجل ضبط ما سبق ذكره، تُنجز لكل مهنة أو تكوين شبكة للتقويم موحدة يعتمد عليها أعضاء اللجنة أو اللجن التي تقوم بهذه المقابلات الشفوية.مما يجعلنا نستنتج أن هناك أكثر من نوع للمقابلة الشفوية، هذا أولا.

ثانيا: فالمرشح مطالب بتجنب النمطية و أخد الحذر عند تهيئه للمقابلة، فقد تختلف الجانبية المبحوث عنها من خلال المقابلة الشفوية باختلاف المهن أو التكوينات المراد ولوجها. فالجانبية المرغوب أن يتوفر عليها المرشح لولوج تكوين الضباط في الجيش ليس هي الجانبية المحبذة لتكوين الفنانين المسرحيين على سبيل المثال لا الحسر.

ثالثا : يتحتم إذن على المرشح أن يبحث عن كل ما يرتبط بالتكوين أو المهنة التي يرغب و لوجها و أن يتزود بكل المعلومات العامة منها و الدقيقة حولها ( تاريخ إحداث مؤسسة التكوين، نظامه الداخلي، أسلاكها،شعبها، متطلباتها و شروط ولوجها ،أعداد المتخرجين منها، الوظائف التي يتخصصون فيها.. ).
كما ينبغي عليه أن يبرز كل المهارات المعرفية و الجوانب الشخصية التي يتميز بها و المناسبة للمهنة أو التكوين الذي يرغب فيه :

  • القدرات اللغوية والتواصلية ( إتقان اللغة المتحدث بها…).
  • القدرة والاستعداد لمتابعة الدراسة أو لممارسة المهنة التي يتبارى من أجلها (القابلية، الأهلية ، إمكانات المرشح…).
  • الإلمام بكل ما له علاقة بالتكوين أو بالمهنة المرغوب فيها .
  • معرفة طريقة الخروج من المأزق .
  • استدعاء المعلومات بسرعة.
  • إعمال العمليات العقلية بسرعة (التحليل والاستنتاج والربط والتركيب).
  • الثقة بالنفس.
  • التلقائية.
  • تنظيم الأفكار.
  • تركيز الانتباه.
  • إبداء بذكاء و بموضوعية التطابق الممكن تحقيقه بين هذه المميزات و متطلبات التكوين أو شروط و حاجيات مزاولة المهنة كلما سنحت له الفرصة بذلك. و كذلك إظهار استعداده للتغلب على كل العوائق التي قد تحول بينه و بين تحقيق أمنيته تلك.

زيادة عما سبق ينبغي للمرشح التحلي بالأوصاف المقبولة:

الحضور في الوقت، الجلوس بالمكان المخصص للانتظار ثم بالمكان المخصص للمقابلة بعد الإذن له بذلك،الابتسام في وجه أعضاء اللجنة و السلام عليهم، التوفر على قلم و مسودة قد يحتاجها أثناء إجراء المقابلة، هندام لائق ، جلوس يقِظ يُظهر من خلاله اهتمامه بأعضاء اللجنة واستعداده للإجابة عن تساؤلاتهم،التزام الهدوء والسكينة،سماع السؤال بتروي وتركيز ، اعتماد المنهجية في الأجوبة، استعمال كلام مسموع ، الاعتراف بالخطأ إن تم السقوط فيه و إبداء الاستعداد لتجاوزه في المستقبل.

و أن يتجنب كل ما قد ينقص من قيمته أمام لجنة المقابلة الشفوية:
التأخر، القلق، الارتباك، التعصب، الدونية، التشكي، التوسل، الإجابات الغير متأكد منها تمام التأكد، التشبث بفكرة بدا أنها غير صائبة، عدم التسرع في الإجابة، مقاطعة أعضاء اللجنة، الثقة المفرطة بالنفس، التطرف، هندام غير طبيعي، الأناقة اللافتة للانتباه….

و في الأخير على المرشح أن يعلم بأن المقابلة الشفوية هي محطة يراد من خلالها إفراز الأحسن، فقد يتفوق فيها، لكن قد يأخذ مكانه من هو أحسن منه في الترتيب.

بقلم : عبد اللطيف شعيب

مفتش التوجيه التربوي